الثلاثاء، 30 يونيو 2015

غَرِيْبُ المَرَافِئِ (قصيدة)





كمِ انْتَظَرْتُ لُهَاثَ
الضَّوءِ مُرتَجِفَا

وَكانَ فَجْريْ قَدِيْماً شاحباً أسِفَا


كمِ
انْتَظَرتُ وَسَالَتْ كُلُّ أورِدَتِي

حِبْراً علَى دَربِيَ المجْنُونِ قَد
نَزَفَا

علَى خُطَايَ الَّتي لَمْ تَتَّخِذْ وَطَناً


سِوَى رَحيْلٍ
إلَيْهِ عُمْريَ انْجَرَفَا

أمْشِي.. وَنَزْفُ دُرُوبِي بَلَّ
أمْتِعَتِي

لِلآنَ نَزْفِيَ فَوقَ النَّخْلِ.. مَا نَشَفا


وَإنَّ
نَخْلِي عِراقٌ.. وَالسَّما رِئَةٌ

مَخْنُوقَةُ الغَيثِ.. قَصّتْ شَعرَها
السَّعفَا

أنَا غَرِيبُ المرافي.. مَنْ يُعَلِّلُني؟


شَواطئُ الأهْلِ
تَاهَتْ لَوعَةً وَجَفَا

أنَا شِراعُ الرَّزايا.. ألفُ
عَاصِفَةٍ

حَطَّمتُها فـيَّ إذْ غادَرْتُها أنِفَا


أُضِيءُ نَجمَةَ
شِعرٍ دفْقُ أحرُفِها

قَصيْدةٌ تَحْضِنُ الآفَاقَ
وَالصُّحُفَـا

بَذَرْتُ رُوحِي يَمامَاً في تَلَهُّفها


فَأدمُعي
شَجَرٌ في ظلِّها وَرِفَا

لِتَسْتَدِيرَ الَّليَالِي في يَدِي
امْرأةً

تُفَّاحُها مِنْ جِنَانِ الرِّقَّةِ اقْتُطِفَا


تِلْكَ
الـمُعَـدَّةُ مِنْ يَاقُوتِ أسْئِلَتي

صَارَتْ تُضيفُ لِلَيلِ القَلْبِ
مُنعَطَفَا

لا غُصْنَ لِي بَعدَ هذا الجَمْرِ يُرجِعُ لي


بَعْضاً
مِنَ الماءِ.. أو كُلِّي الَّذي تَلَفَا

لا حضْنَ لِي الآنَ يَا مَولايَ يَا
وَطَني

يُرِيْقُ دِفءَ الأمانِي فَرْحَةً وَصَفَا


سَهرْتُ شَمعاً
لَعلِّي أقْتَفِي ألَقَاً

يُعيدُ لِلشَّمسِ أُفْقاً مِنْ فَمي
انْكَشَفا

وَهَا تَيَّبَسَ زَرْعُ الرُّوحِ مِنْ سَهَرِي


وَمَرَّ
غَيْمِي سَراباً بِالثَّرى الْتَحَفَا

تَغَيَّرَ الأهْلُ.. مَا عَادَتْ
دِلالُهُمو

تَزكُو، وَلا نَايُهُمْ بِالطِّيبِ قَدْ
عَزَفَا!

تَغَيَّرَ النَّايُ، لَمْ تَطْرَبْ بِضِحكتِهِ


"
لَيلَى
" وَلا "قَيسُها" بِالأغْنِيَاتِ وَفَا!

وَقَدْ تَغيَّرتُ – طَبْعاً – صِرْتُ
مُلْتَصِقاً

بِظِلِّ جُرْحيَ مَعجُونَاً وَمؤتَلِفا


إنَّا
اخْتَلَفْنَا.. علَى أفراحِنَا صُوَراً

أمَّا العِراقُ فَفِي الأحْزانِ مَا
اخْتَلَفَا

نِصْفِي عِراقٌ، وَنِصْفِي آخرٌ وَطَنٌ


هُوَ العِراقُ
.. ولكِنْ منْ دَمِي خُطِفَا

يَا سُرْفَةَ الريحِ دُوْسِي فَوقَ
أضلُعِنَا

حتَّى نُعَلِّمَ مَعنَى حُبِّنا السُّرَفَا


وَكَيْفَ
يَهزِمُ عُصفورٌ بِريْشَتِهِ

وَحْشاً علَى عُشِّهِ المفْجُوعِ قَد
وَقَفَا؟

وَكَيفَ نَحيَا عُراةً مِنْ مَواجِعِنَا


وَنملأ الأرضَ
ضَوءً بِالمدَى عَصَفَا؟

وَكَيْفَ.. يَا حُبُّ مُذْ جافَيْتَنَا
وَطَناً

مَا كَانَ لِلنَّاسِ إلا عاشِقاً دَنِفَا؟



نُغازِلُ الفَجْرَ
في أحضانِ شَيبتِهِ

لِيَسْتَفِيقَ علَى ألْحَانِنا تَرِفَا


وَكَيْفَ
نَصْبِرُ صَبراً لا انْتِهَاءَ لَهُ

يَنْمُو بِنَا عَتَبَاً نَبكِي لَهُ
.. وَكَفَى؟

هذِي حِكايَتُنا لَيْلٌ بِلا لُغَةٍ


وَ"شهرزادُ" بهِ
مَقْتُولَةٌ شَغَفَا

وَ"شَهْرَيارُ" شَرِيدٌ.. مَنْ
سَيَحضُنُهُ؟

وَقَصْرُهُ الفَخمُ لَمَّّا عافَهَا
انْخَسَفَا

وَلَيلَةٍ بَعدَ ألْفٍ مِنْ تَغَرُّبِنَا


إنَّا صَحَونا
علَى شُطآنِها صَدَفا

فَلا الشَّناشِيلُ تَحكي عَن
طُفُولَتِنا

وَعَنْ أزِّقَةِ خَوفٍ تَجْلِدُ الضُّعَفَـا


لا كَهْفَ
يُؤوي.. وَلا الأمطارُ تَغسِلُني

وَقَلبِيَ الطَّيرُ بِالأسْوارِ قَدْ
رسَفا

يَا سُرفَةَ الرِّيحِ لا أرضٌ نَلُوذُ بِها


سِوَى العِراقِ
الَّذي في غَفلَةٍ نُسِفَا

نَلمُّهُ الشَّيبَ.. أشلاءً
مُبَعثَرَةً

وَيَنْفَخُ الطِّينُ في الأحْداقِ حَيْثُ غَفَا


هُنَا
وَقَدْ كَانَ يَرسُو في مَحَبَّتِهِ

بَحرٌ.. وَمِنْ كَفّهِ الشَّلالُ كَم
غَرَفَا!

يَا أيُّها البَحْرُ عَلَّمْنَاكَ أُحْجِيَةً


وَإنْ
تَورَّطَ فِيْنَا الموْتُ وَاحتَرَفَا

إنّ العِراقَ دُمُوعُ الشَّمسِ
أوَّلهُ

وَدَمْعُ آخِرِهِ فِي مُقْلَتيَّ طَفَا


شعر:خالد عبد الرضا السعدي

الأحد، 28 يونيو 2015

جائزة شاعر الشرق السيد زكريا (مسابقة)



جائزة شاعر الشرق السيد زكريا هي جائزة أدبية دورية تهدف إلى تشجيع الكتّاب والأدباء وغيرهم من المبدعين ذوي العطاء المتميّز والمبدعين الشباب من المصريين والعرب، على إنتاج أعمال إبداعية رفيعة المستوى في مجالات الأدب المتنوعة وتعزيز القيم الإنسانية وترسيخ مفهوم الهوية والانتماء في إطار الالتزام بمنظومة القيم العربية والإسلامية.

وتهتم الجائزة بمجالات القصة والرواية، الشعر بأنواعه ، النص المسرحي، الدراسات الأدبية، وأدب الأطفال، وأدب المقال والسيناريو وسيخصص لكل دورة نوعين أو أكثر من الأجناس الأدبية السابقة من بينها الشعر دائما .

وستحرص جائزة شاعر الشرق السيد زكريا على أن تكون دائما عُنوانا إبداعيا مُميزا بين جوائز الأدب، ليس على مُستوى مصر فحسب، بل على مُستوى الوطن العربيّ، وتؤكد لجنة الجائزة بأن النجاح المتوقع للجائزة لا يكتمل إلا بمقدار اتساع المشاركة الجادة من قبل الأدباء والفنانين والمثقفين المصريين والعرب في شتى فروع كل دورة من دورات الجائزة .

* الموسم الاول لجائزة شاعر الشرق السيد زكريا لعام 2015

- تعلن لجنة جائزة شاعر الشرق السيد زكريا عن إطلاق أولى دوراتها وتشمل مجالات: الشعر بنوعية العامي والفصيح والقصة القصيرة .

ويشترط في المرشح أن يكون من الكتّاب أو الأدباء المصريين أو العرب المعنيين بالأدب كل في تخصصه ، أن يقدّم أعمالا ذات قيمة أدبية أو فنية أو إبداعية من شأنها إغناء الحياة الفكرية والثقافية والتربوية في مصر و الوطن العربي

أما أهم شروط العمل فهي

1- ان يكون مكتوبا باللغة العربية، وأن يتميزَّ بالأصالة والجدّة والابتكار، وأن يضيف الجديد للمكتبة العربية و أن يعكس القيم العربية والإسلامية في المجتمعات العربية، كما يمكن أن يكون مستوحَى من التراث العربي الإسلامي والإنساني.

2- يجب ألا تكون للعمل سابقة في الحصول على جائزة محلية أو عربية أو عالمية

3- ألا يكون قد نُشر من خلال وسيط إعلامي مطبوع أو مرئي أو مسموع أو عبر مواقع التوصل الاجتماعي

4- يتم إرسال ثلاثة أعمال في كل مجال (الشعر الفصيح - الشعر العامي- القصة) الا تزيد مجموع صفحات الأعمال المقدمة عن عشر صفحات .

5- ان يتم تحميل العمل مع كتابة السيرة الذاتيه موضح بها الاتي
١_ الاسم رباعي واسم الشهرة ان وجد
٢_ الرقم القومي
٣_ العنوان بالتفصيل
٤_ البريد الالكتروني
٥_ رقم الهاتف
٦_ صورة شخصيه
في اول صفحه وإرساله كملف نسخة إلكترونية بصيغة word على إيميل الجائزة وهو :
elsayed_zakareya@yahoo.com

أو يتم الإرسال عن طريق البريد العادي على
العنوان التالي :
(العاشر من رمضان ـ المجاورة 60 عمارة 24 شقة 24 مدخل ب )
علي أن يتم طباعة ورقة بها السيرة الذاتية المتضمنة البيانات المذكورة أعلاه على ورق ذو مقاس A4 ومكتوب ببنط 14 نوعية الخط Traditional Arabic ويتم تُرقَّم الصفحات حسب تسلسلها ترسل (4) أربع نسخ ورقية، ونسخة واحدة إلكترونية على (قرص سي دي CD أو دي فـي دي DVD)، حسب طبيعة المادة المشاركة

6- جميع الأعمال المقدمة لا ترد مرة أخرى للكاتب .

7- لايجوز للمتسابق الإشتراك بأكثر من مجال.

الجوائز

- يُمنَح الفائز في كل مجال من المجالات الُمعلَن عنها : جائزة مالية وفي حالة تعدُّد الفائزين في المجال الواحد، يقسم مبلغ الجائزة بينهم بالتساوي بالإضافة إلى درع المسابقة و شهادة تقدير، تنشر الأعمال الفائزة بعد التعاقد مع الفائزين على النشر .

- تسلم الجوائز بعد تصفية الأعمال المقدمة وتناولها برؤى نقدية بواسطة نقاد متخصصين في احتفالية كبيرة مليئة بالمفاجآت الخاصة وفي حضور جمع كبير من الصحافيين والإعلاميين وكبار الكتاب والشخصيات العامة .

يبدأ تلقي الأعمال اعتبارا من 1/6/2015 وحتى 30/8/ 2015

لا يلتفت إلى الأعمال المقدمة بعد ذلك التاريخ .

ولمزيد من التواصل والإستفسار يرجى الإتصال بـ :

( 01227192858 و 01006468815 )

لجنة المسابقة :

1) رئيس اللجنة - الشاعر : السيد زكريا توفيق

2) أعضاء اللجنة - ويمثلهم أعضاء فريق كلمة وهم :

- الشاعر/ ناصر إبراهيم قورة
- الشاعر / بهاء أبو أدم
- الشاعر/ طارق مرزوق
- الشاعر/ سيد نجم

* وسوف يتم الاعلان عن اسماء اعضاء لجنة التحكيم

والتي ستكون علي اعلي مستوي الايام القادمة ان شاء الله

بالتوفيق للجميع#
PUBLICATIONS

السبت، 27 يونيو 2015

جائزة الملك عبد الله الثاني للابداع (مسابقة)

للترشح للجائزة من هنا

الأحد، 21 يونيو 2015

هوامش على دفتر الحرب (قصيدة)

1 –

هوامش على دفتر الحرب

 وردٌ على الأنقاض :
ستواصِلُ الأزهارُ مهنتها و تطلعُ في الربيعِ
أمامَ أحداقِ البنادقِ غيرَ آبِهَةٍ بأعباءِ الحِصارِ
فربَّما صارت هديَّةَ طِفلةٍ لأبٍ يعودُ ،
و ربَّما وخزتْ بجنديٍّ من الغرباءِ ذاكرةَ الطفولةِ فانحنى يبكي ...
ستَكسِرُ قِطَّةٌ ( حظرَ التجُّولِ ) ،
و الطيورُ تمُرُّ - هازئةً - على الأنقاضِ / تنقرُ حِنطةً و تطيرُ من عَلمٍ إلى علمٍ على مرأىً من ( الجنرالِ ) ،
... مازالَ النعاسُ يشدُّنا ليلاً إلى الأحلامِ /
يأتي مثلَ عادَتِهِ ،
و يأتي مثلَ عادَتِهِ الصباحُ مُضَرَّجاً بالبُنِّ ،
لا مطرٌ سيُخلِفُ وعدهُ /
يأتي كعادتهِ ،
و ينضجُ مثلَ عادتِهِ الشعيرُ ،
على انتظارِ مناجِلٍ صَدِئتْ كأبوابِ المدارِسِ ،
سوفَ يعتادُ الصِغارُ - كغيرهم - في الليلِ أصواتَ المدافِعِ ، يلعبُونَ
و يشكرونَ الحربَ إذْ أكلتْ دفاترهم
وأجَّلَتِ العقوبةَ و امتحانَ الشعر ...
* * * *
2 – البيادق :
لا بُدَّ من حربٍ لتكتَمِلَ الحياةُ بموتِهم
هُمْ
نُخبةُ القتلى و أرخصهم دماءً في الحروبِ /
بريدنا للأرضِ إنْ تاقت إلى مطرٍ /
قرابينُ العروشِ /
سلالِمٌ كي يَصعَدَ الأمراءُ
- من عتمِ الهوامِشِ - سِدرةَ التاريخِ /
هُمْ
للقائِدِ المهزومِ أسوارٌ سيُشرِعُها على مرمى الرصاصِ
و يمتطي دربَ الخلاصْ ،....
لَهُمُ التسوُّلُ حينَ نُنْكِرُهُمْ
و نَنْسى أنَّهُمْ فقدوا السواعِدَ في الصراعِ نيابةً عنا
لهمْ أن يفرحوا بفتاتنا مثلَ الكلابِ
و حسبُهُمْ دمعٌ خفيٌّ حينَ ننهرهم غدا
لَهُمُ ( النياشينُ ) الرخيصةُ في احتفالاتِ الملوكِ العاطلينَ عنِ القتالِ /
مدائِحُ الشعراءِ /
زغردةُ النساءِ /
هُتافنا ... لَهُمُ الردى
و لنا الحياةُ نيابةً عنهم ،
لنا النسيانُ في عيدِ السلامِ كأنهم ماتوا سدى
* * * *
3 – الوزير :
ظِلُّ الأميرِ ،
رسولهُ
و لعلَّهُ الذِئبُ المرابطُ في الصديقِ
يُحَفِّزُ الأبطالَ ،
يشحذهم ، و يمضي آمِناً
خلفَ المتاريسِ المنيعةِ ،
كلَّما اشتدَّ الحِصار يُخاطِبُ الفقراءَ :
أنْ جوعوا ليصمدَ جيشُنا
لكنَّهُ يوماً سيرشِدُهم إلينا حينَ تنهزِمُ الجيوشُ ،
خرائطُ الأبوابِ يحملها إليهم /
كِلْمَةُ السرِّ /
الطريقُ إلى مكامنِ خوفنا /
الشجرُ الذي ستراهُ ( زرقاءُ اليمامةِ )
لاهثاً فوقَ الرمالِ
كأنّهُ الجهةُ التي ينهارُ فيها الحلمُ ،
يأتينا غداً ليُنَكِّسَ الأعلامَ ثمَّ يقودنا أسرى إليهم ، باسمِ قاتلنا سَيَحكُمُ دولةَ الأنقاضِ ،
يرسِلُ من يُمَثِّلهُ إذا اشتدَّ الحِصارُ ؛
يُحَفِّزُ الأبطالَ ،
يشحذهم ، و يمضي ...
* * * *
4 – الحصان :
الخيلُ تمضي ...
هكذا اعتادَ الصغارُ ظهورَ أجدادٍ
فشبّوا يعشقونَ الخيلَ ،
لا خيلٌ و لا ليلٌ يُزنِّرهُ الصهيلُ
الخيلُ تمضي ...
و الذينَ يغادِرونَ
يغادِرونَ لأنَّهم ملّوا الإقامةَ في حِصارِ الأمَّهاتِ
و شَفَّهُمْ حُمْقُ الرجولةِ حينَ زَغرَدَتِ النساءُ فأسرجوا أعمارهم للثأرِ ،
ساروا ...
لا صدى لنتابِعَ الإيقاعَ ،
تخذِلنا الجهاتُ بلا غبارٍ يستثيرُ الصمتَ فينا
كي نُتَمتِمَ : علَّهُ عادَ الرسولُ
بقميصِ أجملهم ، تُرى
نَفِدتْ هناكَ شهورهم ؟
فاستسلموا للطينِ و ارتدّوا إلى رملٍ على أكتافهِ صَعَدَ النخيلُ !
الخيلُ تمضي ...
و المكانُ يشُدَّنا
لو كانَ يمكِنُهُ الرحيلُ !
الخيلُ تمضي ...
* * * *
5 – القلعة :
كانوا صِغاراً
كلَّما اجتمعوا على شطٍّ أشادوا قلعةً في الرملِ
و ابتدؤوا الحِصارْ
الحربُ لعبتهم ،
بنادِقهمْ عصيُّ التوتِ
أو أغصانُ ليمونٍ طريٍّ مثلهم ...
كانوا صِغاراً يتقِنونَ الحبَّ و الأحلامَ ،
ينتشرونَ كالأزهارِ في ملحِ الشواطئِ
يَنْهَرونَ الموجَ إذْ يعلو
وينسحبونَ كالجيشِ الكسيرِ ، يوَدِّعونَ قِلاعهم قبلَ اجتياحِ المدِّ ،
كم كانوا صغاراً طيبينْ ...
كبروا قليلاً أو كثيراً مثلما
كبرتْ غِوايتهم فلوَّثهم رَغيفُ الخبزِ إذْ جاعوا
و لوَّثهُم دَمُ الأطفالِ في ذَهبِ الملوكِ ،
قِلاعُهم شَهَقَتْ
و صارَ التوتُ في الأيديْ بنادِقَ
هكذا كبروا
و صاروا يتقنونَ الحربَ من أجلِ الغنائِمِ أو لمتعَتِهمْ
و يَخشونَ الإقامةَ خارِجَ الأسوارِ
إذْ أنَّ الطبيعةَ كُلَّها كَمَنَتْ لَهُمْ إلا القلاعَ لأنَّها
أبداً تظلُّ على حيادِ الطينِ كالمرآةِ لا تبكي على مَلِكٍ يُغادِرُها إذا اشتدَّ الحِصارُ
و لا ترُدُّ خيولَ فاتِحها الجديدْ ......
* * * *
6 – هدنة :
وقتٌ
لنمتَدِحَ الحياةَ ،
نعيشها ، و نُقِرّ إنسانيةَ الأعداءِ ،
فالأعداءُ طينٌ مثلنا ؛ جيشٌ تُسيِّرهُ العروشُ
لنزوةِ التاريخِ ، لا أحقادَ تدفعهم ، ولا أمجادَ ، هاجسهم سريرٌ دافئٌ يُفضي إلى الأحلامِ و امرأةٌ ببابِ البيتِ تنتظرُ السُعَاةَ
لعلهم زفَّوا البشائرَ بانتهاءِ الحربِ ،
أو عادوا بقمصانِ الحبيبْ ، ... /
وقتٌ لتزييتِ البنادِقِ ،
و اقتناصِ فُكاهةٍ للحَدِّ من بؤسِ الخنادقِ /
هامِشٌ
كالنهرِ يرسمُ هدنةً بينَ الجنودِ ليكتبوا لنسائِهم أو يستريحوا في هواجسهم قليلاً /
برهةٌ
ليُودِّعَ الأحياءُ قتلاهم على مهلٍ ،
لينتَشِلَ الصديقُ صَديقَهُ ،
يسقيهِ ماءً ريثما يُملي وصيَّتهُ الأخيرةَ :
( أوقِفوا الجُنَّازَ في بابِ الحبيبةِ ،
و افرشوا التابوتَ زيتوناً و آسْ ... )
وقتٌ لتكتَشِفَ الحواسْ
عندَ المحارِبِ ما تُخَبِّئهُ الطبيعةُ من مفاتِنِها
و ما للخصمِ من عَتَبٍ علينا :
( كيفَ تنسى أنَّنا أبناءُ هذا الطينِ ، دعْ عَنكَ السلاحَ و هاجِسَ الأمراءِ / من زجّوا بنا في هذهِ الحربِ الحقيرةِ ...
دونَ قصدٍ سوفَ تقتلني لتحملَ صورتي شبحاً
و تورِث - بعدنا - الأبناءَ ثأراً ، بينما يتبادلُ الأمراءُ أنخابَ السلامِ ، يقهقِهونَ ...
كأنَّنا حجرٌ على ( الشطرنجِ ) يجمعنا القتالُ
على مسارحهم - سدىً - من أجلِ متعتهم،
ستقتلني لتحيا ،
ثمَّ تلقاني أمامكَ كلَّما أسلمتَ روحكَ للنعاسْ .... )
* * * *
7 – بيدقان ( أبيض ، و أبيض يرتدي الأسود ) :
يا صاحِبي
نصفينِ كنَّا ،
كيفَ مَسَّتنا الرجولةُ فافترقنا ،
و اجتمعنا ضِفَّتي حربٍ
لتمتَدِحَ الطوائِفُ حربَها فينا ،
سنذكُرُ أنَّنا حينَ التقينا تحتَ أضلعنا ارتجفنا :
هل نؤجلُ حربنا بعدَ العناقِ ؟
أمِ الرصاصُ سيسبِقُ القُبُلاتِ ، حاصرنا التَشَتُّتُ
لم نشأْ أن نُحسنَ التصويبَ لكنَّ الطريدةَ
أيقظتْ فينا الذئابَ و مسَّنا ذُعرُ الطريدةِ
فانتبهنا فجأةً :
الكفُ أقربُ للزنادِ و بيننا الخطواتُ تختصِرُ القيامةَ ...
لمْ نُفكِّرْ عندما سَرَتِ الحماسةُ في الأصابعِ
و استَفَزَّتنا النساءُ وراءنا ،
كنَّا ارتجفنا
لم نشأْ أنْ نُحسِنَ التصويبَ
لكنَّ الطريدةَ أيقظتْ فينا الذئاب .......
* * * *
8 – هامش أخير لحسم الصراع :
كِشْ مَلِكْ
.......................
.......................،
....................... !
* * * *




الشاعر : حسن ابراهيم الحسن

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More